مصير مجهول... رضيعان توأم عمرهما 90 يوما من غزة يبحثان عن حضن أمّهما

نشر صحافيون ونشطاء مقاطع فيديو للتوأم الرضيع، بهدف التعرف على مصير والديهما اللذين فُقدا خلال مداهمة القوات الإسرائيلية لمسشفى. ووفق تقارير الأطباء المشرفين عليهما؛ يُعانيان من سوء التغذية بسبب عدم حصولهم على الرضاعة الطبيعية.

مصير مجهول... رضيعان توأم عمرهما 90 يوما من غزة يبحثان عن حضن أمّهما

الرضيعان التوأم

في أروقة مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، يجهش رضيعان توأم ببكاء يدوي صداه في أرجاء المكان، كأنهما يعبران عن حنينهما وحاجتهما لحضن والديهما الذين غابوا عنهما بشكل مفاجئ في ظلّ الحرب على غزة.

لكن تلك الصيحات الحزينة من الطفلين، -أحدهما ذكر والأخرى أنثى- من عائلة ضيف الله، لم تكن كافية لتلبية رغبتهما المُلحّة في لقاء والديهما.

وفقدت آثار والديهما بعد أن حاصرتهما القوات الإسرائيلية في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، فيما تم إجلاء التوأم لمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.

ويسعى الأطباء والممرضات في مستشفى شهداء الأقصى بكل جهد لتقديم المساعدة والعناية للتوأم الرضيع (3 شهور)، حيث يرقد كل منهما على سريره يبحث عن حضن أمه.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، نشر صحافيون ونشطاء فلسطينيون صورا ومقاطع فيديو للتوأم الرضيع، بهدف التعرف على مصير والديهما اللذين فُقدا خلال مداهمة القوات الإسرائيلية مستشفى ناصر بمدينة خانيونس.

ووُلِد الطفلان اللذان يعود أصلهما إلى بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة في مستشفى ناصر بخانيونس, وتم نقلهما بواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، دون مرافقة عائلتيهما.

ووفقًا لتقارير الأطباء المشرفين على حالة التوأم، يُعانيان من سوء التغذية بسبب عدم حصولهما على الرضاعة الطبيعية من والدتهما.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في منشور عبر منصة ("إكس"): "قامت طواقمنا بمهمة إجلاء الجرحى من مستشفى ناصر بعد خروجه عن الخدمة بتنسيق مع مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا)".

وأضافت: "شاركت في عملية الإجلاء 4 مركبات إسعاف قامت بنقل 18 جريحًا، بما في ذلك مولودتان حديثتان (توأم ذكر وأنثى) فقد أمهما ووالدهما".

وتابعت: "تم نقل الحالات إلى مستشفيات الهيئة الطبية العالمية الميدانية والمستشفى الإندونيسي الميداني في محافظة رفح، ومستشفى غزة الأوروبي في خانيونس، بالإضافة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة".

وفي 13 من الشهر الجاري، حاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى ناصر ثاني أكبر مستشفى بقطاع غزة، بالدبابات والمدرعات ونشر قناصة في محيط المنطقة.

وأغلقت قوات الاحتلال المستشفى أمام الدخول والخروج، وأبقت آلاف الأشخاص، بمن فيهم النازحون الذين لجأوا إليه تحت الحصار لعدة أيام.

كما قتل الجيش الإسرائيلي العديد من الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الدخول إلى المستشفى أو الخروج منه برصاص القناصة المتمركزين في المنطقة.

وعقب ذلك، دهمت القوات الإسرائيلية المستشفى في 15 شباط/ فبراير الجاري، واحتجزت العديد من الفلسطينيين، ومن بينهم أفراد من الطاقم الطبي.

وفي 18 من الشهر الجاري، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن مستشفى ناصر لم يعد قادرا على تقديم الخدمة.

وخلّفت الحرب على قطاع غزة عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".

التعليقات